06‏/10‏/2022

نحارب وكأننا لم نفز في أي معركة

 

لا أعلم مماذا صنع أبي الأوعية

التي تُسيّر الدماء في منزلنا؟

فأوانينا الفخارية لم تعد تسقِ أشدّ المارين عطشاً

وبات رذاذ أملاحها يُسكرني

هكذا ترغمني القوة الإلهية

لأقضي فترات جنون من وقتٍ لآخر

يثقب فيها صراخي الشراشف المُغطية للنوافذ

النوافذ التي.. 

حسناً تعلمون كيف تهشمت

من قبضة رأس لا من كرة أطفال الحي

فنحن نملك رؤوساً لا تخشى الأفكار المهشمة

ومعاصم لا تتفادى أطرافها الحادة.


لا أعلم تحت أي جلد أبي خبأنا؟

لتبدو كل السماوات مظلة

لا تقطر علينا

لا تبللنا بغزير أمطارها او ببصاق مخبول

لقد حلمت بأنها أمطرت علينا يوماً

فنحن مسموحٍ لنا بأحلامٍ أعلى من سقف منزلنا

بشرط ألا نأوي مع الغربان إلى أعشاشها

في مشارق الأرض او مغاربها

هرباً .. من أرضية الوطن المهزوزة

فقد كانوا يخبروننا

أي خسائر فادحة قد تأتي من خطوةٍ عرجاء؟

وعرجنا .. 

وشربنا من الأواني الفخارية

وسكرنا

وسئمنا الحيرة دوماً بين أمرين

بين دربين

أن نكون او لا نكون

الكسل او الجنون

سئمنا

أننا وُلِدنا مع جيناتٍ كهذه.


لا أعلم بأي خوف كبل أبي أيدينا؟!

فكلما صافحنا صديق

مددنا أيدينا طلباً للرحمة!

منها أُسِرنا بلا حواس

تجرنا الأوطان من يومٍ لأخر

غير آبهة بهدير جوعنا

حتى حين رضعنا السم من لسان الأفعى

لم تُقدم لنا الأوطان

سوى ماءٍ فاسد لترع البطون

وغسل الجثث

التي مشطها الوقت بأسنان منشاره،

رجاله المفضلون،

لهذا نحن قوم يجد كل الساحات ساحات معارك

نحن قومٍ يُحارب وكأنه لم يفز في أيّ معركة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق