14‏/10‏/2022

ابنة الشعر العاقة



أرمي نفسي بعيداً

ولا يهم على أي سياجٍ أقع

أنا ابنة الشعر العاقة

سليلة الإلتفاتات المرّة والثبات الموجع

لم ينظف أحد قلبي منذ الأبد

ولم يتسع فمي لقدم الدنيا

لكنه ما زال يصد أحداثها المؤسفة بصبر

إنني أشق أوردتي كل يوم

كي تخرج منها قصيدة

تريح عقلي من زحمة الحكي

وأبكي جوار كل جدارٍ أعرفه

وأشعر بوحدته عندما لا يستطيع الإنطواء علي

أنا ابنة الشعر العاقة

في مشهد ما بعد منتصف الليل

حيث يخيف نباح الكلاب أطفال البيوت

حيث يلهو الصعاليك بالسكر والسجائر

يناديني العالم بأسمٍ لا أميزه

لأصحو

متجاهلة الأقراص المنومة المكومة بأحشائي.

ايتها الدماء المبعثرة في طقسنا الآسن

ايها اللحم المشرد في الخلاء

ايتها القصائد ذات رائحة الريحان

والملفوفة حول خاصرتي

تعالوا كلكم

لنجلخ سكين الطبيب بأسناني

ولنخبره

أن الدم الذي ولدت فيه قد نفد

فقد كتبت فيه قصائد قليلة

وشربت كل يوم كأسين لأبقى متيقظة

والقدر الأكبر

سكر به بعض أصدقائي

أيها الطبيب إن ما يجري في عروقي ليس دم

بل ماءٌ فائر!

نتوضأ به فجر الشتاء

لتبلغ صلاتنا قلب الإله

ايها الطبيب إن عقارب الساعة سممتني

وغليل الزمن يرتوي بماء عروقي

وأثوابي لم تعد تميزني

رأسي أخف من غاز الهيليوم

وقلبي لا ينبض سوى ثلاثين مرة بالدقيقة

ايها الطبيب

لا أصحو بلا كافيين

ولا أنام بلا أقراصٍ منومة

ايها الطبيب

سيتم القصاص مني إن لم أكتب قصيدة

انا ابنة الشعر العاقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق