26‏/10‏/2022

دقيقة واحدة في عقلِ بشري

إنهُ المساء وقد نفد دمي

لهذا أبحث عن المحبرة

هذا الكلام يقف في طريقي

ولا يمكنني إكمال المسير

ما لم أجد محبرة.


إنه الأوكسجين لا محال

يتجمع في رئتيّ

كجنود تتأهب لحربٍ خاسرة

تذهب دماءهم هباءاً نحو مجارينا الآسنة

بدل عروق بعضهم البعض.


لا لستُ أنا،

لست أنا من قام بالإنتظار 

سنتان وستة أشهر

على مائدة طعامٍ واحدة

لوجبة لا أضمن مذاقها

والكرسي الرثّ يرمي بي

من حافة العالم

نحو بؤرة يغزوها مجندون مثلي

يحاربون أنفسهم.


من يُشير إلي هكذا!

بسبابةٍ مبتورة

- لا أقصد سبابة جدتي

التي سرقها السعف يوماً -


من يشير إلي هكذا!

لستُ أنا من لحد إخدوداً 

يكفي تابوتاً وقصيدة

بطول قامتي او أكثر.


لستُ من قام بقبض الرصاص

والإحتراق بإنارة المنزل

لكني سأقول الحق:

فقد صار لحم أظافري كهلاً

تيبس أخيراً

ويمكنني الترحيب بالموت

لقد حضرت لنفسي جنازة

تُزيلني من ذاكرة الآخرين

فيها أغانٍ حزينة

ووصايا كتبتها بدمي قبل أن ينفد

ولحمي الفاسد صنعت منه لوحة

يحدق بها الرضع

وهم يمصون لحم اثداء الأمهات

إنهُ لحمٌ فاسد

يمكنك تذوقه من الرائحة

لكني لا أهتم

فالموت قد حل

والمرادُ جنازة

لقد إنتظرته طويلاً

لم أسهو في عمري ولو للحظة

عن إنتظاره

سيجيء بفأسه الحاد

ويقطع روحي المتصلة بالسماء

حينها سأطلب الإله أن يُمطر لحماً

يُمتع قطط الشارع

السوداء والقذرة

لأنني أحبها 

فهي تشبه قلبي تماماً

لا أعلم من وسخه،

أظنه الإلٰه

حينما قرر دحضي في رحم أمي

أمي التي لم تنكر شربها للحناء

كي تقدمني هديةً للموت

لا أعلم لماذا الحناء تحديداً

وأيضاً انا لا أعلم كيف أُصلي للإله

كيف أرجو النجاة

وأنا أغرق

وكما يأكل العفن الرطوبة

ويقضم الدود تفاحنا التالف

أنا أفسد

بسبب يأسي.


لا تُشيرُ إلي هكذا!

ليس ذنبي أن تضعني أمي

وأحضى بفرصة الإنتشاء

دون الحاجة لمعاقرة الكحول او الكوكايين

ليس ذنبي

أنهم يحقنوني بالليثيوم

فقط لإيقاف ذلك.


رُبما ذنبي،

لكني لست أنا من قام بخرق بنس الشعر في يافوخي

كي تصير عملية التفكير حملاً أخفّ

ولم أبري أقلامي الحادة

لأثبت بها يدي على خشبةٍ ما

كرأس غزالٍ محنط

يبتسم لأنه صار دمية عرض.


هل أتعذب كي يطهرني الإله

مما إقترفته في حياتي السابقة؟

أيها الإله،

كل الأدوار التي لعبتها لم تحتاج أسناناً

والنفق في عينيّ لا ينتهي بمنارة

بل بحمائم تسربت من جحيمك

ورأسي الذي أبدعتَه يعرف كيف يعذبني بدقيقةٍ واحدة


أيها الإله،

انا لا أهتم كيف شكلتني

فلست أجد نفسي في القصائد

سوى مسخاً مشوه.

هناك تعليق واحد: