إتقدَ الحطب
إشتعلتْ النار
كل الذي أُريدُ قوله
يبدأ من هنا:
في الغبشة
حين ينوح ديك جارنا الأخرس
على موت مالكهِ
أصحو من رقادي
أعرج إلى أقرب سكين
لأبتر بها معصمي
وأصنع عصيراً من دمي
أروي بهِ ريقي
ويمنع تفسخ لحمي
أستيقظ
لأجد أظافري المليئة بالخثرة
مُعلقة كالمسامير بأفخاذي
وجسدي الدمية -مجدداً-
يتدحرج من حافة بركانٍ ما
أركم الأوراق كلها إلى غرضٍ ضئيل
يُخبئ الكلام في الجيب
أو وراء أقدام الكنبة
لأنني تائهة في دوامة
ورأسي المثقوب
لا يُسرب ما أريد قوله على الورقة
بل على سجادة حجرتي القذرة
يا الهي!
أقدامي التي تدور في رأسي كالمروحة
ملطخة
بكل ما أريد قوله!
الطقس مثالي
لشخص يريد أن يقتل نفسه
- لكنني بالأصل ميتة -
تقولون:
إنكِ بالأصل ميتة
فقد قايضتي ضوء الشمس
بهبوط الضغط
والقصائد بنعش.
إنني بالأصل ميتة
عندما بدأ القلم يرتجف بين أصابعي
عندما توقفتْ الأوراق عن الترحيب بي
وعندما أعتذرتْ السكين عن بقر صدري
وحين حفر النحاتون حائط منزلنا
ليصير تماماً كالأخرس
حين جذّ الفلاحون عشبنا
ليصير تماماً كالبحر
وحين وجدنا صوتاً
يشبه تماماً صوت أبي
كنتُ بالأصل ميتة!
ألهذا
كلما حقنت نفسي بالكافيين
لا أصحو؟
ألهذا
كلما حقنت نفسي بالڤاليوم
لا أنام؟
لكني مازلت أتقلب
يميناً وشمالاً
لا أعلم ممن أخاف
تلفني صفائحكم البلاستيكية
ثلاث وعشرون لفة
لأتذوق طعم الكابوس
حتى وأنا ميتة!
أنتم من غلق أبواب الجحيم في رأسي
ليحترق فراشي ثلاث وعشرون مرة
وتعجزون عن إطفاءه
مدعين أن ناري تستقبل الماء
ثلاثٌ وعشرون سنة
أتلقى صفعات العالم من كل صوب
كأي عراقيٍّ آخر
وكالمختل طبعاً
أصبها كالندوب في جسدي
ثلاثٌ وعشرون سنة
وأنا أستخدم جسدي كضمادة!
بقدر فُسح العالم
وسعتُ صدري لأصواتكم
تنهمني أفكاركم كالملهوف
واستقبلتْ أُذناي سكاكينكم
لتصب الدم بذاته الكأس المُعَد لإيقاظي
ثلاثٌ وعشرون سنة
وأنا بالأصل ميتة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق