تقول سيلفيا بلاث عن البشر الهزيلين
أنهم " أبوا أن يكوروا أطرافهم الرفيعة كسيقان النبات
مع أن زمن السلم نفخ بطون الفئران
تحت أكثر الموائد شحاً "
منها فهمت حبوبتي عندما تقول؛ صرت خيوط.
أما نحن، بأجسادنا النحيلة نستيقظ كل يوم
وقبل إنهيارة الصباح
او غسيل وجوهنا وجلودنا
ننبش أمعاءنا، انحناءاً وراء انحناء
ودونما التخفيف عنها بسكين او بكوب قهوة
ندشنها مجدداً في البطون.
من هذه المائدة، سيخرج صوتٌ عالِ
صياحاً بالأقدام التي تنود
نتيجة القلق والأحلام المدفونة في ندوبنا.
نحن من الجحر الذي يُدَفِق الدم
ننتفض ونأوي إليك
ثم لا نجد ملجئاً
او فراشاً يغطي هزلنا
ننتفض بكامل هشاشة عظامنا
ونرنو الى القسوة القادمة منك.
نحن عندما يهرب الرمش الى داخل عيوننا
نمشي عليه بأطراف الاصابع
ونبكي لأنه يذكرنا
أننا حتى الآن لم نستطع أن نلبد داخل الجرار
تحت الكنبة او في بيت النمل
حتى عندما صرنا هزيلين مجدداً
حين وضع الصياد قانوناً للغصن
بأنه اذا ما قفر أثر الأعشاش، تَكَسرْ
وتكسرنا .. مِراراً
حتى بأيامٍ أفضل من هذه.
ومنذ ان بدأت الدماء تخرج من البظر متسولة
منذ تيبس أظافرنا
كنا نسأل الأرض
لماذا كانت تحرق العشب كلما استلقينا عليه؟
ألهذا كانت تجاور أسِرتنا ثقوب
تبتلعنا كلما نمنا؟
وعند هبوط الضغط
عندما يصير كل شيء فضياً
عندما تنشرح رؤوسنا بالأفق
وتتمدد هكذا لأن قنبلةً من الصمت قد تفجرت
أتمنى مجدداً .. أن أموت
فقط لأنني أحببت ذاك الشعور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق