هذه المرة لن أسرق الغراء المركون في زاوية حجرتك
ولن أعطيك تبريراً لالتصاقي بالنافذة
هذه المرة سأثأر للحزن الذي قَطعتَ أصابعه على رأسي؛ بجولة
جولة/ لا هروب/ لا اختباء
أعلمك فيها تجسيد الألم على مسام الجلد بطريقتي،
ليس بشكل ندوب أو آثار انتحاراتٍ فاشلة
ليس من جرحٍ نازف او متقيح
أعلمك الإختفاء، العدم والفراغ الذي أشعره
لا عن طريق التلاشي او التبدد او حتى عن طريق كلمة وداع
ولأني دوماً أكون في ركن الحزينين
الذين يجدون النواح في رقص الآخرين
سأعلمك أن تنجو من مضغ أبواب حجرتك لرأسك
وعندما ترميني بطيور خيبتك
سأعلمك كيف صِرتُ هكذا،
جداراً يابساً يأكل الأجنحة
سآخذك بجولة
بعيداً عن تسولي للآمال
بعيداً عن كسل الآلِهة
جولة/ لا هروب/ لا اختباء
أنطلق فيها بكامل العري الذي أستطيع
أخلع عني جلدي وأريح كتفي من ثقل الأحذية
وآثار الأقدام والأصابع
من إطارات دراجتك
وأرضية منزلك المصبوبة بالأسمنت
أزيح عن خاصرتي هواء المروحة القريبة جداً لرأسك
وأخلع شعري شعرةً شعرة
وأخفيه في عش الحمام، في النخلة، وراء بيتك
سأترك زحمة دماغي في سلة المهملات
مع الاسئلة التي تصطادني من تحت السرير او من وراء المكتبة
ولا أُجيب، عندما أحدهم برأسي يسأل
لِمَ لم تعد هذه الأوراق قادرة على حملي؟
لِمَ يهرب الصوت من أُذني
ويختبىء فيها طنيناً يشبه صراخك؟
إنها جولة/ لا هروب/ لا اختباء
أصب بالكأس فيها، خفقان قلبي ورجفة أصابعي
ولا اسكبه على رأسك
كي أُزيح عن سكاكينك حمل معصمي
إنها جولة للابتعاد عن المنازل التي لم أحيا تحت سواها
للابتعاد عن جسدي الهزيل
ولأسترح..
لأتوقف عن النضال
وكأني لا أفوز في أيّ معركة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق