تُمسكين ظرف الرسالة
ولا تَعلمين
أن ما بين يديكِ
ليس سوى هوةً سوداء
تقيأتُها
بعد عشرون سنةٍ عجاف
تُحدقين
ولا تعلمين
أن الضوء الذي يعتلي كتفي
ليس سوى قُبلة
حصلتُ عليها في زمن
لم يعرف الناس أفواههم
إلا وقت الطعام
أتقرأين؟
فرأسي غرفةٌ ضيقة
لكن الصوت فيها داوِ
أتقرأين؟
فأنا أنبش المعجم صفحةً صفحة
أضيع
فوق عشرون سطراً
بين أربعةِ زوايا
على ورقةٍ واحدة
أضمحل
أتلاشى
ولا أجدُ كلمة
تَصِفُ ضآلتي!
يا الله
كل هذه الحروف
ولا أجد كلمة
تَصِفُ ضآلتي
كل هذه البتلات
ولا نبتة
تعتلي شاهد قبر
في قلبي
كل هذه الحناجر
ولا أحد في الطريق
أخبرني بمدى تهشم وجهي
ففي زمن
وجد الناس مرايا
تعكس وجوههم
أنا وجدتُ شخصاً
يكسر وجودي ..
لطالما وتركِ وجود الأخوة
ولا تعلمين
أن ما يوترني
هو وجود الإله
حين نضيع بالأزقة الضيقة
حين تُلقينا الدكاكين
من يدٍ إلى يد
بدل أرغفة الخبز
حين تتركنا الأسرة ممزقين
نرجوا منه
لحافاً يَلمُ رُفاتَنا
أجل
يوترني وجود الإله
حين تُذيبُ الحديد
حرارة دماؤنا
حين تأخذ الحروب
منا آبائنا
حين نتسول الآمال
من سجادات الصلاة والمساجد
حين تُرجَع صحوننا فارغة
حين لا يَرجع
لنا آبائنا
أمازلتِ تقرأين؟
أعذريني
ففكرة الإله أحياناً قاسية
لكني ما أزال أُريد منه
كلمةً تَصِفُ ضآلتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق