تمزقين جلبابكِ الأسود
وتعلنين النصر
على أياً كان من يبارزني،
ترفرف أعلام الثورة
بهزةٍ من خاصرتكِ،
هذه الليلة أنا وأنتِ
تحت مجسرات ثورة العشرين.
تحت مجسرات ثورة العشرين
حيث تواصلين الوجود
مع أسوء السواق خلقاً
تجيء المراكب وتذهب
مع كل شهيقٍ وزفيرٍ يغادر مناخركِ،
تعطرين الجو
بأنفاسكِ المأخوذة بسجائر النعناع.
بجواركِ رجلٌ جالس
يسىء إلى بناتِه
لأن بجواره رجلٌ يؤانِس
فتاةً يَظُنها عاهِرة
ولا تُبالين
فتستدلين الليل كالموج على ظهركِ.
يا رفيقة،
أنتِ حلوة
كطريق العودة إلى الديار
لكن الطريق الشاق
يُفقدنا نشوة الوصول
وهذه الزنبقة في عينيكِ
لن تتحلى بالصمت بعد الآن
لا ليس هذه الليلة
فنحن تحت مجسرات ثورة العشرين
نعقد هدنة
مع أياً كان
من يملئ هذا الفراغ
لتكف ليالينا عن كونها متحجرة
فنحن
لا نريد عيوناً
ترى مذابح ومسالخ
كلما غفت
لا نريدُ أفواهاً
تطلق صرخات
بدل الضحكات ..
أنى للصداع والأرق
أن يترع روؤسنا
أنى للمغص
أن يطفح أمعاؤنا
رباه
كيف لأجسادنا
أن تحس بأكثر من الألم الذي خلقتَه؟!
فهذه الآفات
لا تكفي أعضائنا!
لا ليس هذه الليلة
سنجيء
ونترك الريح وراء المدينة
تخدش الجبل
نترك أُناساً
لا يُضحي أكرمهم
من جيبهِ بسطر،
بكلمة او حتى بحرف.
نراوغ بقلوبنا المتمردة
روائح الحمص
المخللات
والنارنج
نتدفق كالسيل
خلال المراكب واشارات المرور
لا شيء هذه الليلة سيوقفنا
فلا دماء تسيل من جباهنا
ولا دموع
هذه الليلة
هذه الليلة
تحت مجسرات ثورة العشرين
متكومة كل المدينة في حيّنا
كل الشوارع في زقاق
كل البيوت في فمي
وميلاً يفصل قدمي عن قدمي
تحت مجسرات ثورة العشرين
نجد في مسيرتنا
مئة طريقةٍ للموت
ولا طريقةً واحدة للنجاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق