(لأجل جدتي الراحلة
وجزء جدتي مني
والجزء الذي سيلحق بهما.)
في مشهدٍ واضح
إحترق كثيراً تحت عينيّ
أجلس في مستقرٍ عارِ
لا أكدر صفوة الجو
حتى وإن حرارة الشمس
لا تطفئ جمرة،
كفن واحد
يرصنا جميعاً في لفافة
الدموع تخرج من العيون مرغمة
والبعض يصرخ
وآسفاه على الدماء التي سكبناها عبطاً
فقد صارت الآن
أرحامنا جامدة.
أيها النجار،
كنتُ الأخيرة دوماً في طابور الموت
كمن فقد قدميه في معركةٍ ما
وعجز من فقره شراء عكازة
لكني أدفع الثمن جيداً
كمن يعير وقته للموتى
أيها النجار،
تحت عينيّ
إختار رماد الشجر المحروق أن يختبئ
تحت عيني
تجمع كساد الحروب التي أخوضها
لكن المشهد صار واضح
فالخرق في جلدي
تكفي حفر قصيدةٍ على شاهد قبر
وأنا في الغالب
لن أقتل نفسي بسكينٍ او رصاصة
لكن الحديث ميت
والموت فيّ حيّ.
أيها النجار،
اصنع لنا تابوتاً
ففي مشهدٍ واضح
- يسخر مني -
أجد في جلد جدتي
عدد لا يحصى من الانحناءات
لكنها لم تستطع الإحتماء
تحت أيّ واحد
وطفل يزن ثلاث كيلوغرامات فقط
إستطاع أن يخفي عنا طفولةٍ كاملة
في مشهدٍ واضح
- يسخر مني -
أضع جميع أثمنتي في كيس
ويظن آخر أنه كيس قمامة
فأنا للأمانة
كنت قد انتظرت عزرائيل في جسدٍ طاعن
لكني لم أتوقع انتظاره في جسد طفل
أيها النجار،
إنني أشعر بالأسى على كل من يدخل حياتي
لأن حياتي المليئة بالهوامش
بقصاصات الأوراق العتيقة،
أرقام الصفحات وعناوينها
لم تُبقِ لي سوى تساؤلاتٍ يائسة
فمن أي فمٍ أخرس
أستنبط حديثي؟
من أي سماءٍ شاسعة
أستمد أملي؟
من أي سطرٍ مشطوب
أقرأ قصيدتي؟
من أي سجنٍ مظلم
أبصر حريتي؟
أيها النجار،
إصنع لي تابوتاً
لا يجيبني بصدى صوتي
فقد إبتلعت جنازة قبل ستة أشهر
لكني لا أدري
متى ستنقض علي
على شكل قصيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق