يقول محمد الماغنوط
"هذه ليست أصابع لكتابة الشعر
بل مشاجب قديمة للأظافر"
قرأناها بأمسية تصعد وتهبط مع رمش عينيك
نساير الطقس على الكورنيش
برقاب تتصبب عرقاً
تلتف حولها سطور قصائد البارحة
وكما لم نتمنى يوماً
أطلق العالم صفارة البدء
كي نلعب لعبة الجثث
حيث لا يمر خلالي
سوى ظلك
وأخبرتك أن تعيش حياةً مديدة
فأنا لستُ ممن يبقون طويلاً
عندها قررنا أن نفكر كثيراً
لكن ليس بطريقةٍ مؤذية
ونزفنا معاً
حزباً من الذكريات الموجعة
لكن من أماكن مختلفة
وثرنا في وجه العالم
لأننا نتذكر بوضوح
كيف حاكوا ثيابنا الواسعة
فقط لأن جيوب آباءنا صغيرة.
وكما لم نتمنى يوماً
غرس الزمن أفواهنا بمقابض الأبواب
مقابض حادة
تقطع ايدي الزائرين
كي لا نشتم الإله بها
لأنه من الجلي حبنا له مُبرم.
كانت عيوننا الأوعية الدموية
تحدق ببطانة الأجفان طوال الوقت
لهذا نحن لا ننام
وسرب الطيور فوقنا يواسينا بإحياء جنازة
وكما يصد الشراع العود الأعاصير
نصد ببعضنا رغباتنا ..
رغباتنا بجلخ جلودنا
بفرم أدمغتنا وتعليق رؤوسنا
وحتى مع طاقتنا المسفوكة
نرفع أيدينا عالياً
ونرسم قصيدة تُساير الريح
فقد تعبنا
تعبنا التظاهر بالقسوة
والوقوف دوماً في الواجهة
تضربنا العواصف العاتية.
يا رفيق أقول - نحن -
لا أنا
كي نضيع بين الجموع
حيث يتجاهلنا شهود العيان
كي لا نُمَيّز، لا نُلاحَظ.
يا رفيق، باتت أفكاري رديئة
ولا فجوة بين رأسي والسقف
ولكثرة ما ذكرت النبيذ في قصائدي
أجد نفسي في حالة سكر
صباح يومي الأحد والأثنين
ولا أغادر سريري صباح الثلاثاء
لان جسدي الدمية
لا أعلم من يتحكم به!
هل هذا شعر؟
كلانا ليس واثقٌ من ذلك
لكن ما نعلمه
أن الماغنوط لن يلحظ
أن ما يسيل على الورق ليس حبراً أحمر
بل دم فرّ هارباً من أظافري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق