18‏/12‏/2023

ثلاثة أيام من الميلانخوليا

 لا يمكنني عبور الأيام الثلاث الماضية عبور الكرام. ما أحاول قوله أنها كانت سوداوية بشكل لا يُطاق. لقد نمت أغلب الوقت والفضل يعود للأقراص المنومة، لكن السويعات القليلة التي وعيت بها كانت رغبة صافية في الموت. 

ربما بسبب الألم الذي نخر أكتافي وأطرافي صدري كان خدراً، لكنه كان يضيق علي لحظة بعد لحظة. 

لا أعلم إن كان بمقدور جسدي القيام بأي شيء، لكن شعوري باللاجدوى حرم مثانتي من التفريغ وفمي من الإرتواء -لم أبذل أي مجهود على الإطلاق- 

الكلمات خرجت من فمي وقت الضرورة القصوى فقط وعلى شكل صياح، منها فهم الآخرون ألا يتحدثوا معي في الأيام المقبلة. 

أفرطت بالجرع، وهذا لم يعيق دماغي عن إسترجاع الأسى فور إستيقاظي من النوم، وهكذا يبدأ سيل الدموع بالإنهمار بعدها فقدان اللذة بكل ما كان يغريني حتى اليأس من التغيير، اليأس من وجود نتيجة، كل شيء أصبح بلا معنى على حين غرة. 

مناعتي تدنت وأُصِبت بالبرد وهكذا حصلت على حجة تبرر عدم نهوضي، فأنا مريضة.

في آخر يوم وصلت الكآبة أقصاها، وهي عدم رغبتي بتحريك أي عضلة من جسدي سوى أصابع يدي للمس الشاشة.

لم تُسعفني طاقتي البحث عن السبب، رغم أن يئساً بهذا الحجم لا بُد أن يأتي بعد حدثٍ كبير وواضح. بصراحة لم أشئ أن أفكر أن التراكمات هي السبب فأيامي مؤخراً ممتازة. 

أستطيع أن أتذكر بعد أي فكرة بالتحديد بدأ الحزن، لكن يا الهي كيف يمكن لفكرة تافهة وبلا معنى أن تبدأ أفكاراً إنتحارية ويأساً يعطلني عن العيش ثلاثة أيام!

ما أستطيع إستنتاجه أخيراً في كوني سريعة التأثر والسقوط هو تجمع التغييرات الهرمونية والأخبار المحبطة والآمال التي لم يسعفها الوقت أن تتحقق.

أما اليوم .. إنجازي الأكبر هو نهوضي. نهضت بلا تفكير طائل والآن أجد نفسي في أقصى طاقاتي الجسدية والروحية. أشعر بالرضا والتسامح مع نفسي حتى وأنني لم أذهب للعمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق